Saturday, May 7, 2011

الاوضة الظلمة


عرف دنيتُه وهو لايرى شيئاً مما حوله ,فقد ولد كفيفاً ,وهو لا يعرف شيئاً سوى غرفته الصغيرة المظلمة فقد ألفها و ألفتُه مضى فيها جميع اوقاته فرحاً وحزناً ,سكينة و خوف , جميع من حولهُ اقروا انه كفيفاً لا يستطيع ان يقرر مصيره فهم وحدهم من يرون ومن يدركون ومن يقررون .فقد عرف تلك الحقيقة واسستلم لها وفقد كل ما كان بأمكانه ان يصنت إلى احاديثهم واخبارهم و ان يأخد بتقاريرهم عن العالم الخارجى ..العالم خارج غرفته الضيقة فجميعهم اقروا فأنه مُوحّش وضَارى وان غرفته المظلمة الضيقة تلك هى الامن والامان والسكينة ورغد العيش.
ما كان بيده شيئاً سوى ان يقّر حقيقة ما يقولون ولكن ما لم يستطع التغلب عليه تلك الاحلام التى كثيراً ما تراوده ويرى فيها حياه اخرى غير تلك التى يتحدث عنها اقارنه فهو بالفعل لا يستطع ان يرى بيعيناه ولكن كيف يمنع وجدانه من الرؤية والبصيرة وكيف يمنع اذنه من سماع صوتا رغداً ينادى بأسمه و يتغنى باعزب النغمات خارج الغرفة وكيف يمنع انفه من ان يصلها رائحة عطرة زكية فتلك الاحلام تداعب واجدنه وذلك الصوتٌ يداعب مسامعه وتلك الرائحة تداعب و و و
الالاف الاحاسيس تراوده وتحدثه بغير ما يقولون وغير ما يقررون
فكثيراً ما تحدث إلى نفسه لائماً عما تقرره له مؤنباً لها على فعلتها تجاه من يحسنون إليه ,وهو عاجزاً ,فكيف تزايدين عليهم أيتها النفس وهم من يرون ومن يدركون ,ماذا تعرفين أنتِ عن المجهول الذى يخبأ لى الكثير والكثير من شرِ الاعمال ...
ومضت أيامه داخل غرفته المظلمة كانت بدون احداث سوى احاديثهُ ونفسه التى لطالما وجه إليها اتهامات نكران الجميل تجاه من يصنعون الخير ..
حتى إذا ما بلغ عامُه الثلاثين ومازال هو كما هو يقبع فى تلك الحجرة يسترق السمع إلى الصوت العذب و يتنفس رائحة طيبة لطالما انتظرها بين الحين والاخر 
وإذا ما وجد نفسه يتحسس غرفته و يصل الى بابها المغلق لم يستمع لنداء العقل الذى قال له انه الواقع انه ما قدر لك الاله الا تؤمن به 
فقد اغلق اذنه ورفض الاستماع سوى إلى الصوت الرغد الذى أخد فى الاقتراب واشتددت الرائحة بتسنيمها الجميلة فقد وصل 
.
.
.
.
رأى امامه امرأة جميلة تفوق مفاتنها تعوق اى كلمات عن وصف جمالها الحقيقى
ولكنه 
انه يرى ؟؟؟
وحدث نفسه " إنى أرى "
فعلا لم يتواجد فى قاموسه من قبل ,فقد كانت الظلمة ظلمة حجرته المنسية المغلقة وإن استطاعوا أن يحجبوا بصره فلم يستطيعوا أن يحجبوا بصيرته وأن يحجبوا سمعِه عن سماع صوت الحرية فهى طالما ما نادت عليه وطالما ما أشتم رائحة جسدها العطرة , أنها هى الان من يراها و يلسمها 
الحرية

No comments:

Post a Comment