Sunday, May 1, 2011

شمس شتاء واشياء

نظرت فى السماء وجدت الوقت قد داهم على غروبِ الشمسِ ,  فهى تعشق هذا الوقت الذى تنتشر فيه أشاعة ذهبية لتزين السماء وبالاخص فى هذا الوقتِ من العامِ ونهاية أشهر الشتاء فقد اضافت إلى وجنتيها الخمريتين حمرة جميلة, خفيفة واعطت إلى عينيها لمعة جذابة وكأنهما مرأتين ,نظرت بجنبها وجدته ,الان فى توقيت تعشقه تستحال اشاعة الشمس و كأنها ثوب يفتن على جسد امرأة ,فقد اعتاد اللقاء من كل فترة لاخرى وتبادل الحديث عن أحولهما المعتادة و الأحداث الجديدة فقادة لأى أمل فى ان يبوح لها بكلام انتظرته منه كثيراً ,ولكنها فرحة الان بمجرد وجوده بالاخص فى هذا التوقيت الى يذكرها به كثيراً وارتضت بلحظات حديثهما غير الدائمة والتى ستنتهى بمجرد مضى الوقت 
تشَّميا كما تعودا متخذين موضوعات الساعة حديثهما ,تلامست يديها يده بدون قصد اثناء المشى سحبت يديها على الفور متهربة من الموقف بالاستمرار بالكلام والحديث على الرغم من كونه  موقفاً بسيطاً ومعتاد فى اثناء المشى ولم يمثل الا جزء من الثانية ,سألته عن احواله اليومية ,رد عليها وحمدت ربها انه لم ينتبه لما حدث من قليل وان هذا ناتج من اوهام بداخلها فقد ,استسلمت للحديث والمضى فى الكلام 
سحب يديها واطبق عليها بشدة احست برعشة فى جسدها بالكامل ..رعشة سعادة لم تعرفها الا القليل وكانت لا تملكها ,نظرت اليه فى ذهول بعينين متسألتين ووجه متضرج وكأن الشمس قد سطعت فجأة وبكثافة على جبل ثلج فى منتصف اشهر البرد فهى ظاهرة لم تحدث من قبل فى الطبيعة ولكنها حدثت لها هى .
كانت نظرتها تستلهم منه روح امان كطفل تائه وجدته امه بعد فقدان امل ,لم يكن يأت لها ببال حدوث ذلك فى اقل وقت تتخيله للسعادة, كان هو ينظر إليها و كأنها طفلة وامرأة جميلة وشيئاً يملكه فى نفس ذات الوقتٍ

هل يمكن ان يصل الانسان لهذا الكم من السعادة والاشباع من رغبة الحياة فقد بلمسة يد 

نظرت إليه مرة اخرى وكادت ان تسأله لماذا تأخر عليها كل هذا الوقت لماذا جعلها تتحير و تفقد الامال ولكنها عدلت عن رغبتها فى الكلام لم تعد تستطيع ان تخرج صوتاً حتى تكفيها تلك اللحظات من السعادة والنشوة .
فتحت عينيها لتجد شمس الصباح قد صنعت اشكالا هندسية على جدران حوائط حجرتها قد ألفت فوارق اشكالها بين الفصول واوقات العام , نظرت بجانبها وجدت كتبها المعتادة واثاث حجرتها ,وجدت نفسها فى فراشها ..من أين كانت ومن أين جاءت..أين هو ؟! فقد تلامست يديهما و صرح لها بمكنون نفسه لها ,مؤكد انها الان تحلم وإن ما كانت فيه هو الحقيقة !!
, بدأت تستعيد قوى طبيعتها واستنكرت لماذا يظهر لها فى احلامها  بعد مرور كل هذا الوقت,لماذا مازلت ملامحه تسيطر عليها ,لماذا تبحث فى كل شاب تراه عن ملامحه وروحه ,لماذا كل ذلك ,الا هى وحدها من تعرف خسة ودنائة نفسه وكم استنزف طاقتها ,وتعلم كم هو يعانى من عقدة نقص تجعله يبذل كل الطاقات ليس ليحب احد بل ليستنزف طاقات من امامه  ويجعل منه ذلك سعيداً فهى لم تعد تحبه على الاطلاق و تعرف ذلك كم ينقضى من الاشهر والايام دون أن تشعر بحاجتها فى رؤيته او السؤال عن احواله ..بكت كثيراً..
اذن لماذا مازال قادراً على استنزاف طاقتها  كما اعتاد حتى فى احلامها ,كم هو حقير ,قالت فى نفسها انها لا تكرهه ويكفيها عاقب ربه بجعل له من تستحق خبثه من نفساً خبيثة  مثله , يستمتعون مع بعضهم  البعض بالخبث المتبادل بحرفية شديدة ..ولكن ماذا يفيد كل تلك المعرفة عنه وهى تتوحش خلسة النظر الى ملامحه  الان كما اعتادت  دون أن يشعر كلما تقابلا ,بكت كثيراً مرة اخرى  كيف يمكن لها بعد مرور كل ذلك الوقت ان تتحسس ذلك وهو لم يعطيها  شيئاً على الاطلاق 

رن منبه الصباح لينذر لاستعداد لبداية يوم جديد 
انتهت

No comments:

Post a Comment