Saturday, May 7, 2011

تلاشت


مشهد اعتادتٌ عليه طوال سنوات دراستى ..وقت متأخر من الليل ,صوت المذياع(الردايو) يملىء الغرفة اوراق وكتب ومذاكرات, كوب من الشاى الساخن بالاخص فى ليالى الشتاء الباردة,يتكرر ذلك المشهد كثيراً بالاخص خلال موسمين من العام من قرب الامتحانات النهائية ...أما الوقت ألان قريب جداً من الامتحانات النهائية لنصف الاول من العام الدراسى -الترم الاول-وعليه
احببتُ الوقت المخصص للمذاكرة حيث يتيح لى الابتعاد عن كثير من الاشياء والانشطة اليومية بالاخص التكنولوجية منها ,حيث اتفرغ لاستذكار لقرب الاختبارات النهائية ,ولكنه من جهة أخرى يتيح لى شيئاً أخر احبه وأستمتع به كثيراً,وهو ملاقاة شخصية اكاد أفتقدها نتيجة للأنشغال بالاعمال اليومية المعتادةلم يعد هناك وقتاً يتيح لى ملاقتِها والتحدث إليها ومحورتها والدخول معها فى جدال معتاد ينتهى احياناً بأسلوب غير لائق ,وفى احاديث اخرى تبوح لى بأسرارها ,ما تحبه وما تكرهه ,ما جد علها من امور خلال فترة انشغالى عنها , فأننى اجلس معها الان ..وقد مر وقت طويل منذ ملاقتنا الأخيرة ..كم افتقدها ..
لكن عذراً عزيزى القارىء فقد نسيتُ ان اقول لك من تكون تلك الشخصية المقربة انها تسمى ((نفسى)) فقد انشغلتُ عنها طويلا اخيراً حان لنا الوقت لنلتقى ...فى كل مرة تروى لى عن ما جد عليها من امور او اكتشفٌ بها شيئاً لم اكتشفهُ بها من قبل ,وكثير اجدها غاضبة فأعمل على ارضائها 
ولكن اختلف الحديث فى تلك المرة فقد وجدتُها حزينة باكية , اعتارتهُا علامات اليأس والالم وتوسمتُ فى ملابسها حداداً , ايقنت ان فترة غيابى قد اطالت تلك المرة فكان لابد ان أكون بجانبها فمن المؤكد انه حدث لها أمراً ليس بهين ولم تريد ان تبوح لى به حتى لا تشغلنى عن حياتى اليومية المعتادة 
لكننى لم أكن اتخيل ان الفقيد هو شخصاً عزيز لى ايضاً لم يكن مجرد قريب او حبيب انما هو طفل صغير بل طفلتى الصغيرة لاكون اكثر دقة ...
نعم فهى طفلتى تلازمنى منذ نعومة اظفارى ,نلعب ونلهو سويا , نبكى ايضا سوياً فأننى استمدُ منها طاقتى , استعين بها لابكى لاضحك لاحب لاسامح ,تؤنس وحدتى ,أستطيع ان اجد كل ما أحبه بها , يكفينى النظر فى عينيها الضاحكة دائما لاجدد روح الامل مهما بلغت الالام زروتها حيث تحدثنى ((بكرة الى جاى احلى)) ,اتسلل إليها دائماً لاهلو والعب ,حيث لا يرانا احد فقد كبرتُ وظلت هى طفلة من رفيقة إلى ابنة ,عندما تكون غاضبة استطيع ارضائها بكلاماً معسولاً او اغنية تفضلها 
ولكنى فى الاونة الاخيرة عهدتُ بها اموراً لم إكن ألفها بها فقد اكتسبت عادات لم تكن بها ومهارات لم تكن لديها ..!! ألفت فيها تصنع الضحكاتِ ..فقد ..فقد اثار ذلك خوفاً بداخلى ,واسرعتُ إليها و سألتها اذا كانت ستلحق بى وتكبر ولكنها عهادتنى انها سوف تظل صغيرة تلهو وتلعب , لا يهمها من عالمنا شيئاً وسوف تنتظرنى من وقت لاخر لنلهو سوياً كما اعتادنا عهادتنى انها سوف تظل تمدنى بالطاقات وسأظل ارى فى ضحكتها برائتها المعهودة 
لم اصدق ما اخبرتنى عنه نفسى وروحتُ ابحث عنها بالفعل اطلقت لها ندائنا المعهودِ ولكنها لو تستجيب ..فقد بحثتٌ عنها لاشكى لها ما حدثتنى عنه نفسى من اكاذيب اننى فقدتٌها ...
ولكننى لم اجدها ..
فهى لم تخلف عهدها معى فهى لم تتقدم بالسن وستظل كما هى طفلة , ولكننى جهلتٌ شيئاً فهى خلقت لتكون روحاً بريئة لا تعرف المهارات الانسانية لذلك فكانت النهاية لها فقد بدأت تسلل إليها عدوى إنسانيتى واخذت خصلاها تتلاشى واحدة بعد الاخرى 
فقد تلاشت روحها 
حتى اننى لم استطيع الحزن عليها فهى من كانت تمدنى بذلك http://www.youtube.com/watch?v=g4owhnWa_PA


No comments:

Post a Comment